أعلن رئيس الحكومة محمد اشتية، اليوم الأحد، إلغاء التقاعد المالي الإجباري الذي كانت السلطة الفلسطينية فرضته على عدد كبير من موظفيها في قطاع غزة عام 2017.
وقال اشتية، خلال مؤتمر صحفي عقده برام الله للحديث عن آخر تطورات انتشار فيروس "كورونا" الوبائي"، إنّ الحكومة وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس قرّرت إلغاء التقاعد الإجباري لموظفي غزة وجعله أمرًا اختياريًا ابتداء من شهر أبريل/نيسان المقبل.
وأوضح أنّ رواتب موظفي السلطة سيتمّ صرفها كاملة على مدار سبعة أيام، على أن يكون الصرف في اليوم الأول مخصصًا للكوادر الطبية.
وأضاف تسجيل إصابتين جديدتين في مدينة الخليل وبلدة قطَنّة شمال غرب القدس، ما يرفع عدد الاصابات إلى 106، مشيرا إلى تقديرات بوجود 12 حالة مصابة بالفيروس في القدس، يتم معالجتها في المشتفيات الإسرائيلية.
وتابع أن إيرادات الحكومة ستنخفض إلى أكثر من 50% والمساعدات الدولية ستتراجع، مشيرا إلى أن رواتب الموظفين العموميين لشهر آذار الجاري سيتم صرفها على عدة أيام تجنبا للازدحام، وسيتم الغاء التقاعد المالي لموظفي قطاع غزة، ابتداء من الشهر المقبل، وسيكون اختياريا.
وذكر اشتية أنه سيتم خلال الأيام المقبلة توظيف 51 طبيبا جديدا من اخصائيين وطب عام، لتغطية احتياجات القطاع الصحي.
وأشار الى أنه تم الاتفاق مع اتحاد عمال فلسطين على صرف نصف راتب للعمال للعاطلين عن العمل لشهري آذار ونيسان، داعيا مجددا العمال لعدم العمل في المستعمرات الإسرائيلية؛ كونها غير شرعية وموبوءة بالمرض.
وفي رده على سؤال حول نقص أنابيب الفحص وأجهزة التنفس، قال اشتية "إن العالم يخوض معركة للحصول على هذه المعدات الطبية، لأن المنتجين قلائل، وهناك منافسة حادة، مطمأنا في ذات الوقت أن "سيادة الرئيس والحكومة والأجهزة الأمنية يعملون بحكمة كبيرة مع كل الدول من أصدقائنا حول العالم لسد أي نقص".
وأضاف: "ليس لدينا كميات كبيرة ولكن ليس لدينا نقص كبير حتى اللحظة، وخلال أيام سوف يصلنا من جمهورية الصين الصديقة مساعدات متعلقة بأنابيب الفحص وأعداد من أجهزة التنفس".
كما شكر الأردن على سماحه لشركة دواء "دار الحكمة" بإرسال 40 ألف حبة دواء من العلاج المتوقع أن يكون أحد الأدوية المشافية لهذا المرض، حيث ستصل هذه الأدوية بعد غد الثلاثاء.
وتابع اشتية: "نعمل على توفير كل ما هو ممكن، لا يوجد لدينا الآن نقص في أي شيء، لكن أيضا لا يوجد لدينا الاحتياج الكافي في كل شيء، ونتعامل مع هذه الأمور يوما بيوم، ونحن على تواصل مع أصدقائنا في العالم: منظمة الصحة العالمية، روسيا، الهند، الكويت، المملكة العربية السعودية، قطر، وكل الدول التي أرادت مساعدتنا".
وشكر القطاع الخاص الفلسطيني الذي قدم أجهزة تنفس وأنابيب الفحص، وقال: "في بداية الأزمة كنا نستطيع أن نفحص 412 عينة في اليوم، أطمأن الناس أننا نستطيع الآن فحص أكثر من 1000 عينة في اليوم، وفي الطريق لفحص عينات أكثر".
وأوضح: "بجميع الأحوال، الوضع مسيطر عليه، والحمدلله أننا بدأنا في الوقت المبكر والصحيح، وعندما أعلن السيد الرئيس عن حالة الطوارئ كانت في وقتها وتجنبنا الكثير من المشاكل بسبب أن الأمور كانت في الوقت المناسب".
وحول إمكانية دخول المزيد من العمال والموظفين إلى خانة الفقراء الجدد، قال اشتية إنه "من المبكر جدا الحديث عن أزمة، لأن الناس ستأخذ رواتبها نهاية هذا الشهر كاملة، والعمال في المنشآت الاقتصادية سيأخذون نصف راتب على أقل تقدير، والعمال داخل أراضي عام 1948 سيعودون معهم رواتب، وبالتالي ليس لدينا أزمة جديدة".
وأضاف: "لكن أقول للناس أن الأيام القادمة لن تكون سهلة، لأنه خلال أسبوعين العمال الذين باتوا في إسرائيل سيعودون، وعددهم 35 ألف عامل، ونتمنى لهم السلامة وأن لا يحتاج أي منهم للعلاج في مستشفى، ولكن أخذنا كامل الإجراءات المتعلقة بفحصهم ومساعدتهم".
وجدد اشتية دعوته إلى العمال بالالتزام الجدي والحقيقي بالحجر المنزلي، لأن أهم علاج هو الوقاية، والوقاية بالحجر المنزلي.
المصدر : شهاب